نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
اتفق الفقهاء على أنه لا يقع الطلاق على
المرأة الأجنبية إن كان تنجيزا، وقد نقل الإجماع على ذلك[1]، وهو ظاهر، أما إن كان تعليقا بالنكاح كأن يقول: إن نكحت فلانة، فهي
طالق ففيه ثلاث أقوال[2]:
القول الأول: عدم وقوع الطلاق مطلقا، وقد
روي هذا عن ابن عباس، وبه قال سعيد ابن المسيب، وعطاء، والحسن، وعروة، وجابر بن
زيد، وسوار والقاضي، والشافعي وأبو ثور، وابن المنذر، ورواية عن أحمد[3]، وهو قول الإمامية والظاهرية، ورواه الترمذي عن علي، وجابر بن عبد
الله، وسعيد بن جبير، وعلي بن الحسين، وشريح، وغير واحد من فقهاء التابعين، ورواه
البخاري عن اثنين وعشرين صحابيا[4]، قال الترمذي: وهو قول أكثر أهل العلم، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ قال الله
تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ
ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ
مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا
جَمِيلًا﴾(الأحزاب:49) [5]، وهي آية المسألة، وقد استدل بها الخلف
والسلف، قال ابن
[3]
إذا قال: إن اشتريت هذا الغلام فهو حر. فاشتراه عتق، وإن قال: إن تزوجت فلانة فهي
طالق. فهذا غير الطلاق، هذا حق لله تعالى، والطلاق يمين، ليس هو لله تعالى، ولا
فيه قربة إلى الله تعالى، انظر: المبدع:7/324.
[5]
اختلف الفقهاء في الاستدلال بهذه الآية، فكل حملها على مراده، قال الجصاص:« تنازع
أهل العلم في دلالة هذه الآية في صحة إيقاع طلاق المرأة بشرط التزويج، وهو أن
يقول: » إن
تزوجت امرأة فهي طالق «، فقال قائلون: قد اقتضت الآية إلغاء هذا القول وإسقاط حكمه ; إذ
كانت موجبة لصحة الطلاق بعد النكاح، وهذا القائل مطلق قبل النكاح، وقال آخرون:
دلالتها ظاهرة في صحة هذا القول من قائله ولزوم حكمه عند وجود النكاح ; لأنها حكمت
بصحة وقوع الطلاق بعد النكاح، ومن قال لأجنبية: إذا تزوجتك فأنت طالق، فهو مطلق
بعد النكاح ; فوجب بظاهر الآية إيقاع طلاقه وإثبات حكم لفظه. انظر: أحكام القرآن
للجصاص:5/232.
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163