نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236
القول الأول: الخلع باطل، والعوض مردود، إلا أن يكون ذلك بسبب
نشوزها، ومنعها حقه[1]، وهو قول جماهير العلماء، قال القرطبي:( أجمعوا على
تحظير أخذ ما لها إلا أن يكون النشوز وفساد العشرة من قبلها[2]، وقد روي عن ابن عباس وعطاء ومجاهد والشعبي والنخعي
والقاسم بن محمد وعروة وعمرو بن شعيب وحميد بن عبد الرحمن والزهري وبه قال مالك
والثوري وقتادة والشافعي وإسحاق وغيرهم، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ قول الله
تعالى: ﴿ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ
شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ
﴾(البقرة:229)، فقد حرم الله تعالى في هذه الآية أن يؤخذ منها شيء إلا بعد
الخوف بألا يقيما حدود الله، وأكد التحريم بالوعيد لمن تعدى الحد، والخطاب في
الآية للزوجين، وقد اختلف المفسرون في معنى الخوف في الآية، فقيل: هذا الخوف هو
بمعنى العلم أي أن يعلما ألا يقيما حدود الله، وقيل: هو من الخوف الحقيقي، وهو
الإشفاق من وقوع المكروه وهو قريب من معنى الظن[3].
2 ـ قال الله تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا
تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ ﴾(النساء:19)،
وقد قرن النهي عن العضل[4] بما كانوا عليه في الجاهلية من إرث
المرأة لبينان شناعة هذا الفعل.
3 ـ أنه عوض
أكرهن على بذله بغير حق، فلم يستحق، كالثمن في البيع، والأجر
[1]
وقد نص في المغني على أن مثله ما لو آذاها ولا يريد بذلك أن تفتدي نفسها، لأنه لم
يعضلها ليذهب ببعض ما آتاها، ومع ذلك فإن عليه إثم الظلم، ولكن هذا يتناقض مع هذا
القول لأن أي مؤذ لزوجته لن يبرر إضراره لزوجته بإرادة الخلع وإلا عومل بخلاف
مقصوده.
[4]
أصل العضل التضييق والحبس، ومنه عضلت المرأة بولدها عسر عليها كأعضلت فهي معضل
ومعضل، ويقال عضل المرأة يعضلها منعها الزوج ظلما وعضلت الأرض بأهلها غصت، روح
المعاني: 4/241.
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236