القول الأول: يبطل الشرط، ويصح الخلع، وهو قول أبي حنيفة وإحدى
الروايتين عن مالك، ورواية عن أحمد، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ أن الخلع
لا يفسد بكون عوضه فاسدا، فلا يفسد بالشرط الفاسد، كالنكاح.
2 ـ أنه لفظ
يقتضي البينونة، فإذا شرط الرجعة معه، بطل الشرط، كالطلاق الثلاث.
القول الثاني: يبطل الخلع وتثبت الرجعة، وهو قول الشافعي، ومن
الأدلة على ذلك:
1 ـ أن شرط
العوض والرجعة متنافيان، فإذا شرطاهما سقطا، وبقي مجرد الطلاق فتثبت الرجعة بالأصل
لا بالشرط.
2 ـ أنه شرط
في العقد ما ينافي مقتضاه، فأبطله، كما لو شرط أن لا يتصرف في المبيع.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة عدم اعتبار ذلك الشرط لمنافاته للخلع،
فلذلك يصح الخلع، ويفسد الشرط، مع ضرورة تبيين هذا الحكم للمختلع نفيا للضرر عنه،
فقد يقبل بفدية قليلة مع اشتراط هذا الشرط، ثم يفاجأ بعدها بإلغاء شرطه، وفي هذه
الحالة ـ أي عند حصول الغرر ـ نرى أن يؤخذ بالقول الثاني، لأنه كما أن للزوجة الحق
في الاختلاع، فإن للزوج الحق في التبين ونفي الغرر.
من يتولى التفريق
اختلف الفقهاء في من يتولى التفريق في الخلع على قولين:
القول الأول: أن الحاكم هو الذي يتولى التفريق، وهو قول سعيد بن
جبير والحسن وابن