وقد ذكر الحنابلة فيه وجهان ؛ أحدهما، يثبت الخيار ؛ لأن فيه نفرة ونقصا
وعارا، وهو الأرجح لما سبق بيانه.
ب ـ العيوب الخاصة
بالرجل
وهي أربعة عيوب هي: الجب، والعنة، والخصاء، والاعتراض، وهذا تعريفها عندهم:
المجبوب: وهو أن يكون جميع ذكره مقطوعا، أو لم يبق منه إلا ما لا يمكن الجماع به،
فإن بقي منه ما يمكن الجماع به، ويغيب منه في الفرج قدر الحشفة، فلا خيار لها ؛
لأن الوطء يمكن، وإن اختلفا في ذلك، فالقول قول المرأة[2] ؛ لأنه يضعف بالقطع، والأصل عدم الوطء.
العنين: هو من له ذكر صغير لا يتأتى به الجماع، ومثله الذي له آلة ضخمة لا
يتأتى بها الجماع، فكلاهما عيب يجعل للمرأة حق فسخ، وقد سبق الحديث عن أحكام
العنين.
الخصي: هو مقطوع الأنثيين دون الذكر، ولو انتصب ذكره، ولكنه لا يمني كان
معيباً، أما إذا أمنى فلا رد بالخصاء، والرد به هو مذهب المالكية وأحد قولي
الشافعي وقول عند الحنابلة لأن فيه نقصا وعارا، ويمنع الوطء أو يضعفه. وقد روى أبو
عبيد، بإسناده عن سليمان بن يسار، أن ابن سندر تزوج امرأة وهو خصي، فقال له عمر:
أعلمتها ؟ قال: لا. قال: أعلمها، ثم خيرها.