نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 307
فأقامت مع
الزوج مطاوعة له في المضجع، وغير ذلك ؛ لأن ذلك دليل الرضا بالنكاح، والمقام مع
الزوج، ولو فعلت ذلك بعد مضي الأجل قبل تخيير القاضي لم يكن ذلك رضا ؛ لأن إقامتها
معه بعد المدة قد تكون لاختياره، وقد تكون للاختيار بحاله، فلا تكون دليل الرضا مع
الاحتمال. وهل يبطل خيارها بالقيام عن المجلس[1].
واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ أنه خيار لدفع ضرر متحقق، فكان على التراخي،
كخيار القصاص، وخيار العيب في المبيع يمنعه.
2 ـ عدم صحة القياس على الخيار في البيع، لأن ضرره
في المبيع غير متحقق ؛ لأنه قد يكون المقصود ماليته أو خدمته، ويحصل ذلك مع عيبه
بخلاف المقصود من الزواج الذي هو الاستمتاع، فإنه يفوت ذلك بعيبه.
القول الثاني: أن خيار العيب ثابت على الفور، فمتى أخر الفسخ مع
العلم والإمكان، بطل خياره، ولزم العقد، وهو قول الشافعي وقول للحنابلة، وهو قول
الإمامية، واستدلوا على ذلك بأنه خيار الرد بالعيب، فكان على الفور، كالذي في
البيع.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو أن الخيار يختلف باختلاف العيوب شدة ونوعا،
وباختلاف المخير زوجا أو امرأة، وباختلاف الظروف الداعية إلى تأجيل التصريح بطلب
التفريق، ومن الخطأ التنصيص على قول واحد مع اختلاف الاعتبارات.
ولكن مع ذلك فإن لما شرطه أصحاب القول الأول من ظهور ما يدل على الموافقة
سواء بالتنصيص أو بدلالة الحال اعتبارا وقوة، لأن الظروف التي ترتبط بالبناء