نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 490
لا يلزمه شراؤها؛ لأن فيه ضررا عليه بذلك.
النوع الثاني:
صيام شهرين متتابعين:
اتفق الفقهاء على أن المظاهر إذا لم يجد رقبة فإن فرضه صيام شهرين متتابعين،
لقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ
مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ﴾(المجادلة:4)، ولحديث أوس
بن الصامت، وسلمة بن صخر السابقين.
واختلف الفقهاء فيما لو أصابها في ليالي
الصوم[1]، هل يفسد ما مضى من صيامه أم لا على قولين:
القول الأول: يفسد ما مضى من صيامه، وبهذا قال مالك، والثوري، وأبو عبيد، وأصحاب
الرأي، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ أن الله تعالى قال: ﴿ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ﴾(المجادلة:4)، فأمر بهما خاليين عن وطء، ولم يأت
بهما على ما أمر، فلم يجزئه، كما لو وطئ نهارا.
2 ـ أنه تحريم للوطء لا يختص النهار، فاستوى فيه الليل والنهار كالاعتكاف.
القول الثاني:أن التتابع لا ينقطع بهذا، وهو مذهب الشافعي، وأبي
ثور، وابن المنذر، ورواية عن أحمد، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ أنه وطء لا يبطل الصوم، فلا يوجب الاستئناف، كوطء غيرها.
2 ـ أن التتابع في الصيام عبارة عن إتباع صوم يوم للذي قبله، من غير فارق،
وهو متحقق، وإن وطئ ليلا، لأن ارتكاب النهي في الوطء قبل إتمامه إذا لم يخل
بالتتابع المشترط، لا يمنع صحته وإجزاءه، كما لو وطئ قبل الشهرين،
[1]
أجمع العلماء على أنه إن وطئها، أو وطئ غيرها، في نهار الشهرين عامدا، أفطر،
وانقطع التتابع.
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 490