نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 594
ذلك.
3 ـ أن الله تعالى إنما حرم
هذه المحرمات لمفسدتها، والضرر الحاصل منها. ولا تزول مفسدتها مع إبقاء معناها،
بإظهارهما صورة غير صورتها، فوجب أن لا يزول التحريم، كما لو سمى الخمر بغير اسمها،
لم يبح ذلك شربها، وقد جاء عن النبي a أنه قال:(ليستحلن قوم من أمتي الخمر يسمونها بغير
اسمها)
[1]
4 ـ أن
المحتال يقصد سقوط الواجب، أو حل الحرام، بفعل لم يقصد به ما جعل ذلك الفعل له، أو
ما شرع، فهو يريد تغيير الأحكام الشرعية بأسباب لم يقصد بها ما جعلت تلك الأسباب
له، وهو يفعل تلك الأسباب لأجل ما هو تابع لها، لا لأجل ما هو المتبوع المقصود
بها.
5 ـ أن
الله تعالى عذب أمة بحيلة احتالوها، فمسخهم قردة، وسماهم معتدين، وجعل ذلك نكالا
وموعظة للمتقين ؛ ليتعظوا بهم، ويمتنعوا من مثل أفعالهم، كما قيل في قوله
تعالى:﴿ وموعظة للمتقين ﴾، أي لأمة محمد a، فقد روي أنهم كانوا ينصبون شباكهم للحيتان يوم الجمعة، ويتركونها إلى يوم
الأحد، ومنهم من كان يحفر حفائر، ويجعل إليها مجاري، فيفتحها يوم الجمعة، فإذا جاء
السمك يوم السبت، جرى مع الماء في المجاري، فيقع في الحفائر، فيدعها إلى يوم الأحد،
ثم يأخذها، ويقول: ما اصطدت يوم السبت، ولا اعتديت فيه.
6 ـ أن المقاصد والاعتقادات معتبرة في التصرفات
والعادات، كما هي معتبرة في التقربات والعبادات، فيجعل الشيء حلالا، أو حراما، أو
صحيحا، أو فاسدا أو صحيحا من وجه، فاسدا من وجه، كما أن القصد في العبادة يجعلها
واجبة، أو مستحبة أو محرمة، أو
[1]
مسند الربيع: 246، مصنف ابن أبي شيبة: 5/68، البزار: 7/138، أحمد: 5/318.
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 594