responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115

مكانته ومنزلته الرفيعة كان له تأثيره التربوي الحسن، لكنه إن أهين لم يعد له أي تأثير ولم يعد للمعلم أي سلطة.

وقد روي عن مالك من ذلك في تربيته لأصحابه على هذا المعنى الشيء الكثير، فقد كان إذا أراد أن يحدث توضأ وتبخر وتطيب وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك فقال:(أحب أن أعظم حديث النبي a ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا)

وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو مستعجل، قال معللا ذلك:(أحب أن يفهم ما أحدث به عن رسول الله a)

وكان إذا رفع أحد صوته عنده قال:(اغضض من صوتك فإن الله تعالى يقول:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ (الحجرات:2)، فمن رفع صوته عند حديث رسول الله a، فكأنما رفع صوته عند رسول الله a)

وهذا الوصف يستدعي من القدوة توفير أسباب معينة تساعد على جلب الوقار له، فالوقار أمر مكتسب، وقد ذكرنا قول الحسن :(اطلبوا العلم وزينوه بالوقار والحلم)

وسنذكر هنا بعض الأسباب التي تجلب الهيبة والوقار للقدوة، وهي كلها من هديه a، فهو القدوة الأول لكل قدوة:

أ ـ حسن المظهر:

لأن المظهر هو ما يراه المتلقي، فإن رآه حسنا محترما استقرت في نفسه الهيبة والاحترام، وإلا استقر الازدراء والاحتقار، ولهذا كان من سنة رسول الله a النظر في المرآة لأجل تحسين الهيئة، فعن عائشة قالت: أبصر النبي a ركوة فيها ماء، فاطلع فيها فرأى رأسه ولمّته ووجهه، فقلت له في ذلك فقال:(إذا خرج الرجل إلى إخوانه فليهيء من نفسه، فإن الله جميل

نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست