responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 13

فيه قليل)

وللأسف فقد طفحت كتب المواعظ بالقصص المنكرة، والعجائب المختلقة، ولهذا حذر كثير من العلماء من أخبار القصاص ورواياتهم، فألف السيوطي كتاباً سماه:(تحذير الخواص من أكاذيب القصاص)، ولابن الجوزي:(القصاص والمذكرين)

ومن كتب الوعظ التي تمتلئ بالضعيف والموضوع، والتي يقبلها العامة من غير تمحيص ولا بحث:(الروض الفائق في المواعظ والرقائق)لأبي مدين الحريفيش، و(روض الرياحين في حكايات الصالحين)لأبي السعادات اليافعي، و(قرة العيون ومفرح القلب المحزون)، و(بستان العارفين)، و(تنبيه الغافلين)لأبي الليث السمرقندي، وغيرها من كتب المواعظ التي يختلط فيها الغث بالسمين والحقيقة بالباطل، والتي لا يصح أن يستفيد منها غير المسلح بسلاح العلم.

ولا بأس أن نذكر هنا مثالا عن اعتماد الضعيف من الروايات ودوره التربوي الخطير، وهو عن يوسف u والذي هو ـ كما في القرآن الكريم ـ رمز الصديقية والطهر والعفاف في أرفع درجاته، والذي قد يستغله المربي في بث هذه القيم الرفيعة في نفوس الأولاد إن اعتمد الحقيقة القرآنية وما يؤكدها من الأدلة.

ولكنه إن اعتمد الروايات الإسرائيلية التي تمتلئ بها كتب التفسير يصبح هذا المثال الطاهر شابا تخترقه الشهوات، ولا ينجو منها بما جبل عليه من طهارة وعفاف بل بالخوارق التي تجتمع لجذبه عنها.

وكل ذلك من أجل نص لا يدل على شيء مما ذكروه، وهو قوله تعالى:﴿ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ (يوسف:24)

فالنص يدل بمعناه الظاهر على أنه لولا أن رأى برهان ربه لهم بها، ولكن لما رأى البرهان ما هم؛ ففي الكلام تقديم وتأخير كعادة العرب، وكما هو الشأن في كثير من تعابير

نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست