نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22
الصالحين يقول:(من عبدالله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن
عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبدالله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف
والرجاء والمحبة فهو موحد مؤمن)
ولهذا، فإن التقصير في إحداهما يؤدي إلى التأثير في
زاوية من زوايا النفس:
فالمبالغة في التبشير قد تؤدي إلى الاستهانة بحدود
الله، وإطفاء جذوة الخوف والخشية من الله، والتي اتفق المربون على اعتبارها الدواء
القاتل لكل الجراثيم المسببة للذات الآثمة، وأنها الحرز الذي يحتمي به المؤمن من
كل مكايد الشيطان وأهواء النفس، قال أبو حفص :(الخوف سوط الله يقوم به الشاردين عن
بابه)، وقال:(الخوف سراج في القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا
خفته هربت منه إلا الله تعالى فإنك إذ خفته
هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه)
وذكر إبراهيم بن سفيان تأثر الخوف بقوله:(إذا سكن الخوف
القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها)
ونظر أبو سليمان إلى آثار زوال الخوف فقال:(ما فارق
الخوف قلبا إلا خرب)
ومثله قال ذو النون :(الناس على الطريق ما لم يزل عنهم
الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق)
ولهذا وصف بعض الصالحين المؤمنين بقوله:(إن المؤمنين قوم
ذلت والله منهم الاسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى، وهم والله أصحاب
القلوب، ألا تراه يقول:)وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا
الْحَزَنَ﴾ (فاطر:34)، والله لقد كابدوا في الدنيا حزنا شديدا، وجرى عليهم
ما جرى على ما جرى على من كان قبلهم، والله ما أحزنهم ما أحزن الناس، ولكن أبكاهم
وأحزنهم الخوف من النار)
ولذلك تكثر أوصاف العذاب في القرآن الكريم، والمنبئة عن
خطورته مقارنة بما
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22