نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 77
فيه أمر العقلاء وانسلخ عن قضية التمييز، ومن الغباوة
التي ليس بعدها غباوة: كيف رتب الكلام معه في أحسن اتساق، وساقه أرشق مساق، مع
استعمال المجاملة واللطف والرفق واللين والأدب الجميل والخلق الحسن)
ولهذا يؤكد القرآن الكريم على ضرورة التحلي بالهدوء مع
المخالف وعدم معاملته بأسلوبه معتبرا ذلك من الإحسان الذي هو أرقى درجات العبودية،
قال تعالى:﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ
دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا
الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ (فصلت:33
ـ 34)
والآية الكريمة بينت أن النجاح في الأخير للهادئ المحسن
الذي أمسك زمام أعصابه وعرف كيف يتعامل مع خصمه ليكسبه إلى صفه.
ولهذا أمر تعالى بالحوار مع أهل الكتاب لا بالحسنى
وإنما بالتي هي أحسن، قال تعالى:﴿ وَلا
تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (العنكبوت:46)
والسبب في الدعوة إلى التزام الهدوء في الحوار، وتجنب
الصخب وفوران الأعصاب هو حيلولة الصخب دون تدبر الحق والإذعان له، لأن العقل
المنشغل بالمخاصمة لا يستطيع أن يتدبر الحق ولا أن يذعن له.
ولهذا قال تعالى:﴿ قُلْ
إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ
تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ
بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ (سـبأ:46)، فاعتبر القرآن اتهام النبي
بالجنون خاضعاً للجو الانفعالي العدائي لخصومه، لذلك دعاهم إلى الانفصال عن هذا
الجو والتفكير بانفراد وهدوء.
وقد ذكر القرآن الكريم الكثير من النماذج عن حوار
الأنبياء ـ الذين هم محل أسوة
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 77