responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113

الكمالات التي تصورها المحب في محبوبه، يقول الغزالي:(وليت شعري من يحب الشافعي مثلاً فلم يحبه ولم يشاهد قط صورته؟ ولو شاهده ربما لم يستحسن صورته، فاستحسانه الذي حمله على إفراط الحب هو لصورته الباطنة لا لصورته الظاهرة، فإنّ صورته الظاهرة قد انقلبت تراباً مع التراب، وإنما يحبه لصفاته الباطنة من الدين والتقوى وغزارة العلم والإحاطة بمدارك الدين وانتهاضه لإفادة علم الشرع ولنشره هذه الخيرات في العالم، وهذه أمور جميلة لا يدرك جمالها إلا بنور البصيرة، فأما الحواس فقاصرة عنها)[1]

وهكذا، فإن التعريف بكمال الله وجماله الداعي إلى محبته يكون عن طريق التعريف به تعالى سواء عن طريق دلالة المتلقي على آيات الله في الكون، وهذا ما قد يتكفل به معلمو العلوم المحضة من بيان كمالات الصنعة الإلهية الدالة على كمال الصانع.

أو عن طريق آيات الله في القرآن الكريم، فالقرآن الكريم هو الكتاب الذي تجلى الله تعالى من خلاله لعباده ليعرفوه، ولكن بشرط التدبر والتفهم لمعانيه، قال تعالى: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (محمد:24)، وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (صّ:29)

فهذا هو المقصود الأعظم من إنزال القرآن، ولهذا كان a يتجاوب مع كل آية بمشاعره وعواطفه دعاءً واستغفاراً ورجاءً، وكأنه يحدث الله من خلال كتابه، قال حذيفة: صليت مع الرسول a ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل


[1] إحياء علوم الدين: 4/299.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست