responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 119

إيماناً، وفي لسانه حمداً وثناءً، وفي جوارحه عبادة وطاعة.

وهذا الركن الأخير هو الذي نقصده بالآثار السلوكية لهذه العبادة القلبية، قال الغزالي في بيان حقيقة هذا الركن والأفعال التي يمكن أن تصدر كأثر من آثار الشكر القلبي:(وهذا العمل يتعلق بالقلب وباللسان وبالجوارح أما بالقلب فقصد الخير وإضماره لكافة الخلق. وأما باللسان فإظهار الشكر لله تعالى بالتحميدات الدالة عليه، وأما بالجوارح: فاستعمال نعم الله تعالى في طاعته والتوقي من الاستعانة بها على معصيته، حتى إن شكر العينين: أن تستر كل عيب تراه لمسلم، وشكر الأذنين: أن تستر كل عيب تسمعه فيه، فيدخل هذا في جملة شكر نعم الله تعالى بهذه الأعضاء والشكر باللسان: لإظهار الرضا عن الله تعالى وهو مأمور به)[1]

بعد هذا، فإن من الأساليب التربوية التي تعمق معنى الشكر في نفوس الأولاد:

التأمل في نعم الله:

لأن الله تعالى جعل هذه النعم أسبابا لدعوة العباد إلى شكره تعالى، ولهذا قال إبراهيم u في دعائه: ﴿ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ (ابراهيم:37)، فدعا الله تعالى أن يرزقهم من الثمرات ليكون ذلك علة لشكرهم.

ولهذا يختم الله تعالى الآيات الذاكرة لفضله على عباده ومننه عليهم بهذه الفاصلة: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾، كما قال تعالى في نهاية ذكر النعم المودعة في البحار: ﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (النحل:14)

وقال في نعمة تسخير الحيوانات للإنسان: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ


[1] إحياء علوم الدين: 4/72.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست