نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 206
ثم أشعل الثقاب ورماه على الجار الذي أخذ يركض والنار تلتهمه، وكان عمر هذا
الصغير ست سنوات[1].
وكيف لا يحصل هذا، وقد أحصت إحدى المجلات الفرنسية مشاهد العنف التي رآها
المشاهدون خلال أسبوع واحد من شهر أكتوبر 1988، فكانت كالتالي:670 جريمة قتل، 15
حالة اغتصاب، 848 مشاجرة، 419 حالة تراشق بالرصاص أو انفجار، 14 حالة خطف أو سرقة،
32 حالة احتجاز رهائن، 27 مشهد تعذيب، علمًا أنه لم يؤخذ بالحسبان مشاهد العنف
النفسي أو اللفظي أو الإيجابي.
والدراسات الغربية كافة تؤكد أن الذين يقومون بالأعمال العدوانية هم من
المدمنين على مشاهدة برامج التلفزيون العنيفة ؛ وقد أثبت باحثان أمريكيان أن معدل
انتحار المراهقين ازداد بنسبة 13.5% لدى الفتيات و5.2% لدى الصبيان خلال الأيام
التي تعقب الإشارة أو الإعلان عن وقوع حالة انتحار في الأخبار المصورة أو في أحد
الأفلام.
أما الانحراف الجنسي، فحدث ولا حرج، فكثير من الأطفال في بداية سن المراهقة
أو قبلها بقليل يشاهدون التلفزيون على أنه مصدر للمعلومات حول السلوك الجنسي ؛ وهو
يصور الجنس على نحو زائف ومحرف، وعلى وجه حيواني لا يراعي قيمًا ولا مُثلاً ولا
آدابًا.
وهو لذلك أعظم وسيلة لقتل الحياء الذي قال فيه a:(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح
فاصنع ما شئت)[2]، فمن أخطر مفاسد
التلفزيون هو القضاء على ذلك الخلق الفطري الأصيل.