نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 221
الانحراف:
منابع
الانحراف
وهو أهم ما
ينبغي على المربي التعرف عليه، لأن لكل انحراف منبعه الخاص في النفس الإنسانية،
وذلك يستدعي التعرف على حقيقة الإنسان ومكوناتها وما ينتج عن تكونها من تفاعلات،
وقد ضرب الغزالي لذلك مثلا، فقال:(وذلك لأن طينة الإنسان عجنت من أخلاط مختلفة،
فاقتضى كل واحد من الأخلاط في المعجون منه أثراً من الآثار كما يقتضي السكر والخل
والزعفران في السكنجبـين آثاراً مختلفة)[1]
وقد اختلف المصنفون في هذه المنابع، وهو ليس خلافا فقهيا له أدلته النابعة
من الاجتهاد، وإنما هو اختلاف تحليلي، يكاد يكون من اختلاف التنوع لا اختلاف
التضاد.
وسنكتفي هنا بذكر تصنيفين لهذه المنابع، تصنيف ابن القيم، وتصنيف الغزالي.
فقد ذكر ابن القيم أن (منشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان:
الجهل والظلم والشهوة والغضب)[2] ويبين وجه هذا
التقسيم ما يلي:
1. أن الجهل يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن، والكمال
نقصا، والنقص كمالا.
2. أن الظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضى، ويرضى
في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل،
ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في
موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع.