الصفة السبعية: وهي الانحرافات
التي تنبع من سبعية الإنسان، وذلك لأن الله تعالى أودع الإنسان من الغضب والحمية
ما يدافع به عن وجوده على هذه الأرض، لأنه لولا هذه الحمية لافترسته السباع، ولما
استطاع حفظ وجوده الذي تتعلق به وظيفته.
يقول الغزالي في بيان الحاجة إلى هذه الغرائز:(فافتقر لأجل جلب الغذاء إلى جندين:
باطن، وهو الشهوة. وظاهر، وهو اليد والأعضاء الجالبة للغذاء، فخلق في القلب من
الشهوات ما احتاج إليه، وخلقت الأعضاء التي هي آلات الشهوات فافتقر لأجل دفع
المهلكات إلى جندين: باطن، وهو الغضب الذي به يدفع المهلكات وينتقم من الأعداء.
وظاهر، وهو اليد والرجل اللتين بهما يعمل بمقتضى الغضب، وكل ذلك بأمور خارجة؛
فالجوارح من البدن كالأسلحة وغيرها)[1]
وينبع من هذه الصفات ـ كما يذكر الغزالي ـ الغضب والحقد والتهجم على الناس
بالضرب والقتل واستهلاك الأموال، ويتفرّع عنها جمل من الذنوب.
مظاهر
الانحراف
أشار القرآن الكريم
إلى تصنيفات مختلفة للذنوب[2]، ورتب على كل تصنيف منها ما يتعلق به من
آثار:
ومن ذلك تصنيف الذنوب إلى ذنوب ظاهرة وذنوب باطنة، كما قال تعالى: ﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ
الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ﴾