نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 23
أبنائهم
وتهذيبهم، وتكوين شخصياتهم الفاضلة فيقول:(وبديهي أن الأطفال يختلفون، سواء
بطبيعتهم أم بحسب وراثتهم، ولكن مهما كانت هذه الطبيعة أو الوراثة طيبة جيدة، فإنه
لا يمكن غرس العادات الأساسية بغير (النظام) ولما كان استياء الطفل من النظام
واتجاهه عكسياً، كلما حاولت إنماء العادات الطيبة فيه، أمراً لا مفر منه، كان من
الواجب استخدام كل وسيلة ذات تأثير أو ذات صفة إرغامية، تساعد على الإسراع في
اكتساب هذه العادات. والواقع أن معظم الآباء يكونون في أشد الحاجة إلى الاستعانة
بنصائح غيرهم، في أثناء عملية غرس العادات المرغوبة في أطفالهم. وإذا بحثنا من
الناحيتين: العقلية والنفسية، وجدنا أن أعظم مصادر هذا العون هو الدين.. فالايمان
بوجود الله ورسله وكتبه يهيئ للأبوين ملجأ أميناً موثوقاً به يلجئون إليه، ويضع
بين أيديهم سلطة كبرى على أطفالهم كانوا يفتقرون إليها حتى لو لم يؤمنوا بها. فإن
هؤلاء الآباء الذين كانوا يتساءلون كيف ينمون عادات أولادهم الخلقية ويشكلونها، في
حين تنقصهم هم أنفسهم تلك التأثيرات الدينية التي كانت قد شكلت أخلاقهم من قبل،
كانوا في الحقيقة يجابهون مشكلة لا حل لها، فلم يوجد بعد ذلك البديل الكامل الذي
يحل محل تلك القوة الهائلة التي يخلقها الإيمان بالخالق وبناموسه الخلقي الإلهي في
قلوب الناس.فتجد الآباء الذين تحرروا من الإيمان عن طريق ثقافتهم وأعمال فكرهم
حيارى متسائلين على الدوام. إذن كيف يتسنى لأولئك الحيارى أن يكونوا أنفسهم ملجأ
لأولادهم؟)[1]
وهو يذكر
الدراسات المقارنة المؤكدة لذلك، فيقول، وهو يتحدث عن أثر دور العبادة في تشكيل
شخصية الطفل:(ليس من المستغرب أن يدلنا الاختبار السابق الذكر