نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
رسول الله a من الموبقات)
ويعلق الغزالي على هذا بقوله:(إذ كانت معرفة الصحابة بجلال الله أتم، فكانت
الصغائر عندهم بالإضافة إلى جلال الله تعالى من الكبائر، وبهذا السبب يعظم من
العالم ما لا يعظم من الجاهل، ويتجاوز عن العامي في أمور لا يتجاوز في أمثالها عن
العارف، لأن الذنب والمخالفة يكبر بقدر معرفة المخالف)[1]
وقد روي أنه أوحى الله تعالى إلى بعض أنبـيائه:(لا تنظر إلى قلة الهدية
وانظر إلى عظم مهديها، ولا تنظر إلى صغر الخطيئة وانظر إلى كبرياء من واجهته بها)
ولهذا قال من قال من العلماء بأن الذنوب كلها كبائر، كما ذكرنا ذلك سابقا.
والسر في هذا ـ كما يذكر الغزالي ـ أن استعظام العبد للذنب ـ مهما كان صغيرا
ـ يصدر عن نفور القلب عنه وكراهيته له، وذلك النفور يمنع من شدة تأثيره به، أما
استصغاره، فيصدر عن الألف به وذلك يوجب شدّة الأثر في القلب، والقلب هو المطلوب
تنويره بالطاعات، والمحذور تسويده بالسيئات، ولذلك لا يؤاخذ بما يجري عليه في
الغفلة فإن القلب لا يتأثر بما يجري في الغفلة.
ويدخل في هذا النوع ـ وإن كان الغزالي قد ذكره قسما مستقلا ـ السرور
بالصغيرة والفرح والتبجح بها واعتداد التمكن من ذلك نعمة والغفلة عن كونه سبب
الشقاوة.
وهو يدخل في ما سبق ذكره، بل هو مرتبة أعظم من المرتبة السابقة، لأن هذا لم
يحتقر المعصية فقط، بل وتبجح بها أيضا.
ويذكر الغزالي الأمثلة الواقعية لذلك، فيقول:(حتى إن من المذنبـين من يتمدح
بذنبه ويتبجح به لشدّة فرحه بمقارفته إياه، كما يقول: أما رأيتني كيف مزقت عرضه،