نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 236
عليها فيموت العالم ويبقى شره مستطيراً في العالم آماداً متطاولة، فطوبى لمن
إذا مات ماتت ذنوبه معه)[1]
ويشير إلى هذا النوع من الذنوب قوله a:(من سنَّ سنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص
من أوزارهم شيئاً)[2]، وقال ابن عباس :(ويل
للعالم من الأتباع يزل زلة فيرجع عنها ويحملها الناس فيذهبون بها في الآفاق)
وشبه بعضهم زلة العالم، فقال:(مثل زلة العالم مثل انكسار السفينة تغرق ويغرق
أهلها)
ويذكر الغزالي أن عالماً ـ من الأمم السالفة ـ كان يضل الناس بالبدعة ثم
أدركته توبة فعمل في الإصلاح دهراً، فأوحى الله تعالى إلى نبـيهم:(قل له إن ذنبك
لو كان فيما بـيني وبـينك لغفرته لك، ولكن كيف بمن أضللت من عبادي فأدخلتهم النار)
2 ـ أساليب علاج الانحراف
انطلاقا مما سبق فإن المربي الناصح إذا ما رأى منبعا من منابع الانحراف، أو
مظهرا من مظاهره يتسرب لمن يربيه ليدنسه بأوحاله، فإنه يسارع لتطهيره ووقايته بكل
ما أمكنه من السبل والوسائل.
وهذا يستدعي علما خاصا، لا يمكننا ذكر تفاصيله هنا، ولكنا نحاول انطلاقا مما
ذكره المربون وعلماء السلوك من المسلمين أن نلم بجمله وقواعده ليتخذها المربي
قوانين يسير على ضوئها في إصلاح من تكفل بتربيته.
وقبل أن نذكر هذه الأساليب المقاومة للانحراف أو المعالجة له، نحب أن نرد
على من يتصور الأخلاق صفات راسخة يستحيل تحويلها أو تغييرها، لينطلق من ذلك إلى
استحالة تأثير التربية في الإصلاح، وتنتشر الأمثال المثبطة في المجتمع عن هذه