نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249
قال تعالى: ﴿ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ﴾ (العنكبوت:39)،
بل هو الذي جعله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً
لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾
(القصص:38)
العلاج التفصيلي: ونريد به
العلاج الذي ينظر إلى الأسباب الداعية لهذا النوع من الانحراف، وهي في عادتها شبه
ناتجة عن أخطاء فكرية ابتدعتها النفس أو انتشرت في المجتمع، فتلقاها من تلقاها
تليقنا وتقليدا، بل قد يظن الكمال في اعتقادها.
وقد ذكر الغزالي انطلاقا من استقراء الأسباب الداعية لهذا النوع من الانحراف
في عصره إلى سبعة أسباب، تكاد تكون حاصرة لأسباب الكبر، ولا يكاد يخرج عنها في
عصرنا أي سبب من الأسباب، فلذلك نكتفي هنا بذكر هذه الأسباب التي ذكرها الغزالي،
وكيفية علاجها، لتكون أنموذجا لغيرها من أنواع الانحراف:
النسب: وهو تعاظم الإنسان بنسب يدلي به لمن يتصور فيهم الشرف أو الرفعة، وقد
ذكر الغزالي علاجين معرفيين لهذا السبب[1]:
الأولى: أن المتكبر بالنسب إن كان خسيساً في صفات ذاته فمن أين يجبر خسته
بكمال غيره؟ بل لو كان الذي ينسب إليه حياً لكان له أن يقول: الفضل لي: ومن أنت؟،
وهذا كما قيل:
لئن فخرت بآباءٍ ذوي شرفٍ لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا
الثانية: أن يعرف نسبه الحقيقي، فيعرف أباه وجده فإن أباه القريب نطفة قذرة
وجدّه البعيد تراب ذليل، فمن أصله التراب المهين الذي يداس بالأقدام ثم خمر طينة