responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 256

ضيق وعذاب دائم لا يروح عنه ساعة، وقد علم أنّ سيده قد فعل بطوائف عبـيده مثل ذلك وعفا عن بعضهم وهو لا يدري من أي الفريقين يكون؟ فإذا تفكر في ذلك انكسرت نفسه وذل وبطل عزه وكبره وظهر حزنه وخوفه ولم يتكبر على أحد من الخلق، بل تواضع رجاء أن يكون هو من شفعائه عند نزول العذاب.

قال الغزالي معقبا على هذا المثل:(فكذلك العالم إذا تفكر فيما ضيعه من أوامر ربه بجنايات على جوارحه وبذنوب في باطنه من الرياء والحقد والحسد والعجب والنفاق وغيره، وعلم بما هو بصدده من الخطر العظيم فارقه كبره لا محالة)[1]

الثانية: معرفة محبة الله للتواضع، وأن الكبر لا يليق إلا بالله تعالى وحده، وأنه إذا تكبر صار ممقوتاً عند الله بغيضاً، وقد أحب الله منه أن يتواضع وقال له: إن لك عندي قدراً ما لم تر لنفسك قدراً فإن رأيت لنفسك قدراً فلا قدر لك عندي، فلا بدّ وأن يكلف نفسه ما يحبه مولاه منه.

الدين: وهو من الأسباب التي قد تكون داعية للكبر، خاصة لمن اقتصر من الدين على ظواهره الحرفية، وغفل عن مقاصده، وحقائقه الباطنية.

ولعلاج الكبر بالدين أدوية كثيرة، كلها مما وردت النصوص بالدلالة عليه، أهمها التأمل فيما حجب عن الإنسان من خاتمته، كما قال a:(.. فإن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة)[2]

يقول الغزالي:(اعلم أن ذلك إنما يمكن بالتفكر في خطر الخاتمة، بل لو نظر إلى


[1] إحياء علوم الدين: 3/363.

[2] رواه البيهقي.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست