نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 271
النفس تبقى وينتقل الخيال من شيء إلى شيء، وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب
من حال إلى حال آخر.
فالقلب في تغير وتأثر دائم نتيجة هذه الخيالات والأفكار الحاصلة فيه، وأخص
هذه الآثار ما يطلق عليه بالخواطر[1]، وهي (ما يحصل في
القلب الأفكار والأذكار إما على سبيل التجدد وإما على سبيل التذكر)
وهذه الخواطر هي المحرك الذي ينشر الرغبة والإرادة (فإن النية والعزم
والإرادة إنما تكون بعد خطور المنوى بالبال لا محالة فمبدأ الأفعال الخواطر ثم
الخاطر يحرك الرغبة والرغبة تحرك العزم والعزم يحرك النية والنية تحرك الأعضاء)
فلذلك كانت الخواطر هي الأساس الذي تنشر منه العفة أو الرذيلة، وكانت هي
المحل الذي يبدأ به العلاج، وتتأسس الوقاية.
فالقدرة على صرف الخواطر وتوجيهها وجهة صحيحة يقي القلب من السهام التي
يوجهها هذا الحب الآثم إلى القلب، كما قال الشافعي :(صحبت الصوفية فلم أستفد منهم
سوى حرفين أحدهما قولهم الوقت سيف فإن لم تقطعه قطعك وذكر الكلمة الآخرى ونفسك إن
أشغلتها بالحق وإلا اشتغلتك بالباطل)
والطريق إلى ذلك هو توجيه القلب إلى الخواطر الصالحة، (وهي على أربعة أصول:
خطرات يستجلب بها العبد منافع دنياه، وخطرات يستدفع بها مضار دنياه، وخطرات يسجلب
بها مصالح آخرته، وخطرات يستدفع بها مضار آخرته)[2]
فإذا تمكن العبد من حصر فكره في جلب هذه المصالح ودفع تلك المفاسد نجا من
هذا النوع من الانحراف، وكسب من المصالح ما يعوض تلك اللذة الوهمية التي
[1] وتسمى بالخواطر
من حيث إنها تخطر بعد أن كان القلب غافلا عنها.