نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 287
وبين وجه الإشارة في الآية، فقال:(فالإيمان بالله وبرسوله من غير ارتياب هو
قوّة اليقين، وهو ثمرة العقل ومنتهى الحكمة، والمجاهدة بالمال هو السخاء الذي يرجع
إلى ضبط قوة الشهوة، والمجاهدة بالنفس هي الشجاعة التي ترجع إلى استعمال قوّة
الغضب على شرط العقل وحدّ الاعتدال)
وقد انطلق الغزالي لوضع هذا التصنيف الحاصر من القوى الموهوبة للإنسان، لأن
الهيئة الراسخة التي تصدر عنها الأخلاق تتعامل مع تلك القوى وتوجهها.
وهذا تعريفه لهذه الأصول، ومنابعها، والثمرات الأخلاقية التي تصدر منها:
الحكمة: وهي حالة
للنفس بها يدرك الصواب من الخطأ في جميع الأفعال الاختيارية.. من اعتدالها يحصل:
حسن التدبـير وجودة الذهن وثقابة الرأي وإصابة الظن والتفطن لدقائق الأعمال وخفايا
آفات النفوس.. ومن إفراطها: يصدر المكر والخداع والدهاء. . ومن تفريطها: يصدر
البله والحمق والجنون وقلة التجربة في الأمور.
والفرق بـين الحمق والجنون: أن الأحمق مقصوده صحيح ولكن سلوكه الطريق فاسد
فلا تكون له رؤية صحيحة في سلوك الطريق الموصل إلى الغرص، وأما المجنون فإنه يختار
ما لا ينبغي أن يختار فيكون أصل اختياره وإيثاره فاسداً.
العدل: وهو ضبط الشهوة والغضب تحت إشارة
العقل والشرع، أو هي حالة للنفس وقوّة بها تسوس الغضب والشهوة وتحملهما على مقتضى
الحكمة وتضبطهما في الاسترسال والانقباض على حسب مقتضاها.
وقد فسر هذه التعريف بقوله:(فالعقل مثاله مثال الناصح المشير. وقوة العدل هي
القدرة، ومثالها مثال المنفذ الممضي لإشارة العقل. والغضب هو الذي تنفذ فيه
الإشارة، ومثاله مثال كلب الصيد فإنه يحتاج إلى أن يؤدب حتى يكون استرساله وتوقفه
بحسب الإشارة لا بحسب هيجان شهوة النفس. والشهوة مثالها مثال الفرس الذي يركب في
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 287