responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 302

فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت:69)

بل يشير إلى هذا كل النصوص التي تدل على اختلاف مراتب النفوس، لأن الانتقال من مرتبة إلى مرتبة يحتاج إلى مجاهدة عظيمة، قال تعالى عن أخطر مراتب النفس: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (يوسف:53)، وقال عن النفس المجاهدة: ﴿ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ (القيامة:2)، وقال عن النفس التي بلغت مرادها: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ (الفجر:27)

وتنطلق المجاهدة من مسلمة هي (أن إعطاء النفس مناها، وتيليغها ما تريده من شهواتها هو سبب انتكاستها عن حقيقتها)، فلذلك كانت المجاهدة هي رد النفس إلى جادة الصواب بالتشدد عليها والتضييق على مراداتها حتى تستقيم على الحق.

وقد يشير إلى هذا قول طالوت لجنوده: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ﴾ (البقرة:249)، فقد كان هذا نوعا من الابتلاء، فمن ظهرت طاعته في ترك الماء علم أنه مطيع فيما عدا ذلك، ومن غلبته شهوته في الماء وعصى الأمر فهو في العصيان في الشدائد أحرى.

فالماء مباح لا حرمة فيه بدليل أنه أجاز الاغتراف منه، ولكنه أمرهم بمجاهدة النفس في تركه، ليظهر مدى تحكمهم في أنفسهم وشهواتهم، لأن أساس الفساد هو تحكم النفس في الإنسان، لا تحكم الإنسان في النفس.

ولهذا وردت العقوبة الشديدة لمن أفطر متعمدا في رمضان، وذلك لتعود لإنسان سيطرته على نفسه، فلا تهلكه في الهالكين.

وفي الدلالة على هذا تروى الآثار الكثيرة التي تكاد تجعل هذه المسألة إجماعا، كما قال جعفر بن حميد:(أجمعت العلماء والحكماء على أن النعيم لا يدرك إلا بترك

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست