responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 390

عند مقراة له، فقال له عمر: يا صاحب المقراة أولغت السباع الليلة في مقراتك؟ فقال له النبي a:(يا صاحب المقراة لا تخبره هذا متكلف لها ما حملت في بطونها ولنا ما بقي شراب وطهور)[1]

وهكذا في باب الضيافة، فإن التكلف سواء كان من المضيف او الضيف يضاد مقاصد الشيعة منها، فتتحول من وسيلة للتآلف والتراحم والتكافل إلى وسيلة للقطيعة والبغضاء وجميع الأمراض النفسية.

ولهذا سنذكر هنا بعض ما يرتبط بهذا الأدب من مظاهر:

خفة المضيف: ومن أول مظاهرها ـ كما يذكر الغزالي ـ تقديم ما حضر، فإن لم يحضره شيء ولم يملك، فلا يستقرض لأجل ذلك فيشوش على نفسه، وإن حضره ما هو محتاج إليه لقوته ولم تسمح نفسه بالتقديم فلا ينبغي أن يقدم[2].

وينقل عن بعض السلف قوله في تفسير التكلف:(أن تطعم أخاك ما لا تأكله أنت بل تقصد زيادة عليه في الجودة والقيمة)

وسبب هذا أن التكلف هو الذي يجعل الضيف ثقيلا على المضيف، بخلاف ما لو قدم ما يمكنه، وقد نبه إلى هذا الفضيل، فقال:(إنما تقاطع الناس بالتكلف يدعو أحدهم أخاه فيتكلف له فيقطعه عن الرجوع إليه)، ولهذا قال بعضهم:(ما أبالي بمن أتاني من إخواني فإني لا أتكلف له إنما أقرب ما عندي ولو تكلفت له لكرهت مجيئه ومللته)، وقال بعضهم:(كنت أدخل على أخ لي فيتكلف لي فقلت له: إنك لا تأكل وحدك هذا ولا أنا فما بالنا إذا اجتمعنا أكلناه؟ فإما أن تقطع هذا التكلف أو أقطع المجيء، فقطع التكلف ودام اجتماعنا بسببه)


[1] رواه الدارقطني.

[2] إحياء علوم الدين: 2/10.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست