responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 404

(قّ:18)، أي ما يتكلم بكلمة إلا ولها من يرقبها، معد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة منها[1].

وإلى هذا الإشارة بقوله a:(إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب اللّه عزَّ وجلَّ له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط اللّه تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب اللّه تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه)[2]، فكان علقمة يقول:(كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث)

ولهذه الخطورة التي تحملها الكلمة ـ خيرا كانت أو شرا ـ كان من مجاهدات الصالحين ما يسمى بمجاهدة (الصمت)، وهم لا يريدون بها الصمت المطلق، وإنما يريدون صمت الحكمة، صمت الذي لا ينطق كثيرا، ولكنه إذا نطلق لا ينطق إلا بخير وفي موضعه المناسب له.

وقد روي في هذا أن عبد الله بن مسعود قال :(والله الذي لا إله إلا هو ما شيء أحوج إلى طول سجن من لسان)، وقال طاوس:(لساني سبع إن أرسلته أكلني)، وقال الحسن:(ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه)، وقال بعضهم:(الصمت يجمع للرجل فضيلتين؛ السلامة في دينه والفهم عن صاحبه)، وقال محمد بن واسع لمالك بن دينار:(يا أبا يحيـى حفظ اللسان أشدّ على الناس من حفظ الدينار والدرهم)، وقال يونس بن عبـيد:(ما من الناس أحد يكون منه لسانه على بال إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله)، وقال إبراهيم التيمي:(إذا أراد المؤمن أن يتكلم نظر فإن كان له تكلم وإلا أمسك، والفاجر إنما لسانه رسلاً رسلاً)، وقال الحسن:(من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر ماله كثرت


[1] وقد روي ما يصور هذا من أحاديث الأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ، فقد روي أنّ سليمان u بعث بعض عفاريته وبعث نفراً ينظرون ما يقول ويخبرونه، فأخبروه بأنه مرَّ في السوق فرفع رأسه إلى السماء ثم نظر إلى الناس وهز رأسه فسأله سليمان عن ذلك فقال: عجبت من الملائكة على رؤوس الناس ما أسرع ما يكتبون ومن الذين أسفل منهم ما أسرع ما يملون.

[2] رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست