responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 413

وقد كان a يتشدد في الغيبة تشددا عظيما، حتى مع أقرب الناس إليه، وفي أبسط ما نتصوره من الغيبة، عن عائشة قالت:قلت للنبي a:(حسبك من صفية كذا وكذا) ـ قال عن مسدد تعني قصيرة ـ فقال a:(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)، قالت:(وحكيت له إنسانا، فقال a:(ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا )[1]

وأخبر a بما رأى من أحوال المتفكهين بأعراض المسلمين، فقال: (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم. قلت:من هؤلاء يا جبرائيل؟ قال:هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)[2]

وقد ذكر الغزالي بعض مظاهر الغيبة التي قد يغفل عنها، قال في تعريفها:(اعلم أن حدَّ الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه، حتى في ثوبه وداره ودابته)

أما البدن: فكذكر العمش والحول والقرع والقصر والطول والسواد والصفرة، وجميع ما يتصوّر أن يوصف به مما يكرهه كيفما كان، وقد سبق ذكر حديث عائشة في هذا، وقد روي ان ابن سيرين ذكر رجلاً فقال: ذاك الرجل الأسود، ثم قال: أستغفر الله إني أراني قد اغتبته، وذكر إبراهيم النخعي فوضع يده على عينه ولم يقل الأعور.

وأما النسب: فبأن تقول أبوه نبطي أو هندي أو فاسق أو خسيس أو إسكاف أو زبال، أو شيء مما يكرهه كيفما كان.

وأما الخلق: فبأن تقول هو سيـىء الخلق بخيل متكبر مراء شديد الغضب جبال عاجز ضعيف القلب متهوّر وما يجري مجراه.

وأما في أفعاله المتعلقة بالدين: فكقولك هو سارق أو كذاب أو شارب خمر أو


[1] رواه أبو داود.

[2] رواه أبو داود.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست