نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 499
بل إن القرآن
الكريم فوق ذلك كله أخبر عن مزية الإنسان التي أهلته للخلافة في الأرض، وأهلته
للتكريم الرباني، فقال تعالى وهو يقص قصة بداية خلق الإنسان: ﴿ وَعَلَّمَ
آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ
أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ
لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ
بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ (البقرة:31
ـ 33)
انطلاقا من
هذا وردت السنة بالحض على العلم والترغيب فيه ورفع مكانة أهله، وسنسوق من النصوص
هنا ما يبين المكانة الرفيعة لطلب العلم، بل جعله من أهم ما يتقرب به العبد إلى
ربه.
فقد أخبر a بأن العلم نوع من أنواع العبادة، بل هو
من أفضلها، قال a:(أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع)[1]، وصرح بذلك فقال a:(فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير
دينكم الورع)[2]، وقال a:(قليل
العلم خير من كثير العبادة، وكفىٰ بالمرء فقها إذا عبد الله، وكفىٰ بالمرء
جهلا إذا أعجب برأيه)[3]، وقال a:(ما
عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل
شيء عماد وعماد هٰذا الدين الفقه)[4]
وقايس a بين بعض النوافل وبين طلب العلم، فقال لأبي ذر، وقد
رأى حرصه على النوافل:(يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن
تصلي مائة ركعة،