نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 518
الله في أول أمره يقرأ مالا يفهم وينصب في أمر غيره أهم عليه)
وقد عقب ابن خلدون على هذه الطريقة بقوله:(هذا ما أشار إليه القاضي أبو بكر
رحمه الله وهو لعمري مذهب حسن، إلا أن العوائد لا تساعد عليه وهي أملك بالأحوال،
ووجه ما اختصت به العوائد من تقدم دراسة القرآن إيثاراً للتبرك والثواب وخشية ما
يعرض للولد في جنون الصبا من الآفات والقواطع عن العلم فيفوته القرآن، فإنه ما دام
في الحجر منقاد للحكم، فإذا تجاوز البلوغ وانحل من ربقة القهر فربما عصفت به رياح
الشبيبة فألقته بساحل البطالة، فيغتنمون في زمان الحجر وربقه الحكم تحصيل القرآن
لئلا يذهب خلواً منه.
ولو حصل اليقين باستمراره في طلب العلم وقبوله التعليم لكان هذا المذهب الذي
ذكره القاضي أولى مما أخذ به أهل المغرب والمشرق، ولكن الله تعالى يحكم ما يشار لا
معقب لحكمه، وهو أحكم الحاكمين)[1]
هذه هي الطرق التي مارستها المجتمعات الإسلامية في تعليمها، وهي طرق لا تزال
بعض آثارها في المجتمعات المحافظة من المجتمع الإسلامي.
ونلاحظ عليها الاهتمام بالقرآن الكريم كمصدر من مصادر الثقافة والتعليم، أو
كمصدر لتحصيل الملكات الأساسية للعلم كالخط، واللغة، وغيرها.
وهذه الطريقة من الاستفادة من القرآن الكريم كان لها آثارها السلبية على
الصعد التربوية، وإن كان لها آثارها الإيجابية على تحصيل تلك الملكات.
وذلك لأن القرآن الكريم يعطي كل شخص بحسب همته ومقصده، كما قال a:(إن الله تعالى يرفع بهذا
الكتاب أقواما ويضع به آخرين)[2]