نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 536
وهي العلوم التي لا ينبغي لمن يريد فهم القرآن الكريم جهلها، ويمكن تقسيمها
إلى نوعين من العلوم:
العلوم اللغوية: وذلك لأن القرآن الكريم نزل بلغة العرب، ولا يمكن فهمه إلا
بإتقان ما يحتاج إليه من هذه اللغة، قال الغزالي في العلوم التي يتضمنها هذا النوع
وقد سماها (المقدمات):(وهي التي تجري منه مجرى الآلات كعلم اللغة والنحو؛ فإنهما
آلة لعلم كتاب الله تعالى وسنة نبـيه، وليست اللغة والنحو من العلوم الشرعية في
أنفسهما، ولكن يلزم الخوض فيهما بسبب الشرع إذ جاءت هذه الشريعة بلغة العرب وكل
شريعة لا تظهر إلا بلغة فيصير تعلم تلك اللغة آلة. ومن الآلات علم كتابة الخط إلا
أن ذلك ليس ضرورياً إذ كان رسول الله أميّاً. ولو تصور استقلال الحفظ بجميع ما
يسمع لاستغنى عن الكتابة، ولكنه صار بحكم العجز في الغالب ضرورياً)[1]
العلوم التفسيرية: وذلك لعدم استقلال اللغة وحدها في فهم القرآن الكريم،
فلذلك نحتاج إلى مصادر روائية للدلالة على الكثير من المعاني المرادة، وقد سمى
الغزالي هذا النوع (المتممات)، وقسمها إلى ما يتعلق باللفظ كتعلم القراءات ومخارج
الحروف وإلى ما يتعلق بالمعنى كالتفسير؛ وإلى ما يتعلق بأحكامه كمعرفة الناسخ
والمنسوخ والعام والخاص والنص والظاهر[2].
وهذ العلوم بصنفيها لا يشترط المبالغة فيها إلى الدرجة التي تحجب صاحبها عن
علوم المقاصد التي هي مقصودة بالأصالة، ولذلك نرى الغزالي ـ مع كونه في عصر لم
تيسر فيه أسباب العلم كما يسرت بعد ذلك ـ يدعو إلى الاقتصاد في هذه العلوم،
والاقتصار منها على ما تمس إليه الحاجة، لأن كل ما يطلب لغيره لا ينبغي أن ينسى
فيه