وهو يخبر عند ذكره لنموذج تربية الأبناء أن من صفات المربي الصالح (الحكمة)،
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ
اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ
فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (لقمان:12)
خلاف العلماء في الحكمة: انطلاقا من
اختلاف ورودها في القرآن الكريم، فقد وردت مفردة ومقترنة بالكتاب، اختلفت الأقوال
فيها بناء على هذين النوعين:
المفردة: كما في قوله تعالى:
﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة:269)، فقد فسرت في هذا الموضع،
بتفاسير مختلفة منها: قول السدي: هي النبوة، وقال ابن عباس:(هي المعرفة
بالقرآن فقهه ونسخه ومحكمه ومتشابهه وغريبه ومقدمه ومؤخره)، وقال قتادة ومجاهد:(الحكمة
هي الفقه في القرآن)، وقال مجاهد:(الإصابة في القول والفعل)، وقال ابن زيد:(الحكمة
العقل في الدين)، وقال مالك بن أنس:(الحكمة المعرفة بدين الله والفقه فيه والاتباع
له)، وروى عنه ابن القاسم أنه قال:(الحكمة التفكر في أمر الله والاتباع له)، وقال
أيضا:(الحكمة طاعة الله والفقه في الدين والعمل به)، وقال الربيع بن أنس:(الحكمة
الخشية)، وقال إبراهيم النخعي:(الحكمة الفهم في القرآن)، وقاله زيد بن أسلم، وقال
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 547