responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55

الأول: هو المراء والجدل والغوص عن التفاصيل بمجرد التحليل العقلي الذي لا يملك أدوات التحليل، فيغوص في بحر الاحتمالات التي لا تزيد المرء إلا حيرة.

والثاني: هو البحث في تراث الأمم المحرف عما يزيد الحقائق القرآنية تفاصيل، وكأن القرآن الكريم ـ المهيمن على كل الكتب ـ مفتقر إلى غيره في تقرير حقائقه.

2 ـ عالم النفس والكون

وهو الميدان الثاني المعرف بالله، وبالحقائق الإيمانية، ولذلك تكثر الإشارات القرآنية لآيات الله في الآفاق والأنفس.

فأولو الألباب، وهم (العارفون) كما اصطلح عليهم المتأخرون يجعلون من آيات الله الكونية رسائل يتعرفون من خلالها على الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:190)

بل إن الله قدم هذا النظر الواعي للكون من أولي الألباب على عباداتهم، وكأن عباداتهم أثر لهذا النظر الواعي، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (آل عمران:191)

ولذلك اعتبر تعالى ما في الكون من آيات مذكرات لأولي الألباب، فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر:21)

ولهذا نجد القرآن الكريم ممتلئا بالآيات الكونية المعرفة بالله، والداعية إليه لتنزع النظرة الاعتيادية للكون، والتي تحيله شيئا بسيطا مألوفا لا قيمة له إلا القيمة التي يستسخر من أجلها.

فلهذا نجد الخلق قد يسبحون بحمد من اكتشف سرا حقيرا من أسرار هذا الكون،

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست