responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 551

التعويض لصاحب الحرث، وهذا عدل فحسب، ولكن حكم سليمان تضمن مع العدل البناء والتعمير، وجعل العدل دافعا إلى البناء والتعمير، وهذا هو العدل الحي الإيجابي في صورته البانية الدافعة، وهو فتح من الله وإلهام يهبه من يشاء)[1]

انطلاقا من هذا نرى أن جميع ما أورده العلماء في تعريف الحكمة، وجميع ما وردت به النصوص يصب في هذا القول، زيادة على أن هذا يستلزم أنواعا من الوظائف يجب وجودها في الأمة لا يمكن دخولها إلا من هذا الباب.

وذلك لأن الفهم عن الله يقتضي توفر الأدوات اللازمة لهذا الفهم، وهذه الأدات هي التي تحقق هذه الوظيفة الخطيرة من وظائف الدين.

وهذه الأدوات حسبما نرى ثلاثة لا غنى عنها هي: العلم بمقاصد الشريعة، والعلم بأدوات فهم النصوص والاستنباط منها، والعلم بالأحكام العقلية، وكيفية تطبيقها.

وذلك لأن الغرض من الفهم هو استثمار العلم وتزكيته وتطبيقه واستعماله في الموضع اللائق به، ولا يكون ذلك إلا بتوفر العلوم الثلاثة السابقة.

فالعلم الأول يدلنا على فهم مراد الله، والعلم الثاني يدلنا على فهم كيفية تطبيق مراد الله، والعلم الثالث، وإن كان من العلوم الضرورية إلا أنه يقي عقولنا من الخروج عن الشرع الذي شرعه الله لفطرنا التي فطرنا عليها.

وبهذه العلوم الثلاثة يتبين لنا فضل الحكمة على العلم، كما سبق إيراد ما ذكر القرطبي في قوله تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة:269)من أنه يقال:(إن من أعطي الحكمة والقرآن فقد أعطي أفضل ما أعطي من جمع علم كتب الأولين من الصحف وغيرها، لأنه قال


[1] في ظلال القرآن: 2390.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست