responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 553

لأنه من الأخطاء التي وقعت فيها المجتمعات الإسلامية الغرق فيما يسمى بالجزئية والحرفية نتيجة المبالغة في العلم، مع الابتعاد عن الحكمة التي هي ثمرة العلم وأساسه.

مقاصد الأحكام:

أساس الفهم ومنطلقه هو معرفة المقصد، فمن عرف مقصد المتكلم أو المشرع عرف كيف يقيس ما لم يذكر على ما ذكر، وعرف قبل ذلك كيف يطبق ما أمر به مع مراعاة مقاصده.

ففائدة فهم مقاصد الأحكام لها بذلك مظهران: عملي وعلمي.

مظهر عملي: بسببه كانت الحكمة خلقا من الأخلاق، بل رأسا من رؤوس الأخلاق وأصلا من أصولها، ولهذا يطلق العلماء على هذا النوع بـ (الحكمة العملية)، وقد عرفها ابن القيم انطلاقا من كلام الهروي بقوله:(أن تعطي كل شيء حقه، ولا تعديه حده، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخره عنه)[1]

ثم فصل هذا التعريف بقوله:(لما كانت الأشياء لها مراتب وحقوق تقتضيها شرعا وقدرا، ولها حدود ونهايات تصل إليها ولا تتعداها، ولها أوقات لا تتقدم عنها ولا تتأخر، كانت الحكمة مراعاة هذه الجهات الثلاثة بأن تعطي كل مرتبة حقها الذي أحقه الله لها بشرعه وقدره ولا تتعدى بها حدها فتكون متعديا مخالفا للحكمة، ولا تطلب تعجيلها عن وقتها فتخالف الحكمة ولا تؤخرها عنه فتفوتها)

ثم قال معمما هذا المعنى وممثلا له بما يقرب معناه:(وهذا حكم عام لجميع الأسباب مع مسبباتها شرعا وقدرا، فإضاعتها تعطيل للحكمة بمنزلة إضاعة البذر وسقي الأرض وتعدي الحق كسقيها فوق حاجتها بحيث يغرق البذر والزرع ويفسد وتعجيلها


[1] مدارج السالكين: 2/472.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 553
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست