نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 564
أما ما ذكر المفسرون والمحدثون وغيرهم، فهي مصادر هذه العلوم، لا أنها المقصودة
بذاتها.
وقد تحدثنا عما يتعلق بهذه العلوم في المحال المختلفة من هذا الكتاب، ولذلك
نكتفي بالتعريف بها هنا، وقد نحتاج إلى التفصيل فيها إذا اقتضت الضرورة ذلك.
2
ـ السياسات والصناعات
ونقصد بهذا النوع من أنواع العلوم العلوم التي تهدف إلى تنظيم حياة الناس على
هذه الأرض، وتيسير مرافقها.
وهي بذلك أقرب إلى كونها سياسات وصنائع منها إلى كونها علوما قائمة بذاتها،
بحكم التطور الكبير الذي يحصل فيها، والذي يحيل ما قبلها تخلفا أوجهلا.
ولهذا النوع ناحيتان لكل منهما وجهته وضوابطه:
أ ـ الناحية
العلمية المحضة:
وهي الناحية التي تتأسس عليها السياسية أو الصناعة، لأن لكل منهما أسسا
علمية تقوم عليها، فالطب ـ مثلا ـ يقوم على العلم بمكونات جسم الإنسان ووظائفها
والعلل التي تعتريها واسبابها، فكل هذه العلوم علوم محضة، وهي من هذه الناحية تدخل
فيما ذكرناه من معرفة أفعال الله، ولهذا ورد ذكر كثير مما يتعلق بهذا في القرآن
الكريم كآية من آيات الله، أو كنعم من نعمه.
وقد قال الغزالي في بيان نسبة هذه العلوم للقرآن الكريم:(ثم هذه العلوم ما
عددناها وما لم نعدها ليست أوائلها خارجة عن القرآن، فان جميعها مغترفة من بحر
واحد من بحار معرفة الله تعالى وهو بحر الأفعال، وقد ذكرنا أنه بحر لا ساحل له،
وأن البحر لو كان مدادا لكلماته لنفد البحر قبل أن تنفد، فمن أفعال الله تعالى ـ
وهو بحر
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 564