نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 571
مبتدئها إلى
منتهاها، فكلها تشير إلى مدى إخلاص موسى u وصدقه، حتى إنكاره على الخضر u لم يكن
له من مصدر غير إخلاصه وصدقه.
وقد ورد في
السنة ما يبين عمقا آخر من أعماق إخلاصه، وهو غايته التي قصد الخضر u من أجلها، فقد ورد في الحديث أن موسى u بينما كان في ملأ من بني إسرائيل، إذ جاءه رجل فقال:
هل تعلم أحداً أعلم منك؟ قال موسى u يخبره
عما يعلمه:(لا)، فأوحى الله إلى موسى u:(بلى
عبدنا خضر)، فسأل موسى u السبيل إليه فجعل الله له الحوت آية[1]، فقد كانت رحلته بسبب طلبه علم ما لم يعلمه.
ولن نتحدث
هنا عن أمر الشرع بالإخلاص، فهو من المعلوم بالدين بالضرورة، وإنما نتحدث عن بعض
ثمار الإخلاص، والتي تفرق العلم بمفهومه الشرعي عن العلم بمفهومه المادي.
التخلص
من طلب العوض:
ونريد به
تجرد طالب العلم للعلم، بحيث لا يبتغي من علمه أي عوض من جاه أو مال أو دنيا أو
مناصب أو غير ذلك مما قد يستخدم العلم شبكة لتحصيله.
لأن امتلاء
قلب طالب العلم بالعوض، وتعلق همته بها يصرفه عن علمه، بل يجعله كالمحتال الذي
يتزين بصنوف الحيل ليحقق مراده.
ويشير إلى
هذه الثمرة قوله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا
الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا
وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ
مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا
مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾
(لأعراف:169)، فقد أخبر الله تعالى أن هم هؤلاء الخلف