responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 58

وحكى الكرابـيسي: أنّ الشافعي سئل عن شيء من الكلام فغضب وقال: سل عن هذا حفصاً الفرد وأصحابه، أخزاهم الله، ولما مرض الشافعي دخل عليه حفص الفرد فقال له: من أنا؟ فقال: حفص الفرد، لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوب مما أنت فيه. وقال:(لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفرّوا منه فرارهم من الأسد)، وقال:(إذا سمعت الرجل يقول الاسم هو المسمى أو غير المسمى، فاشهد بأنه من أهل الكلام ولا دين له)، وقال:(حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام)[1]

أما أحمد بن حنبل، فقد اشتد نهيه عنه، بل تعرض بسببه لمحنته المعروفة، قال:(لا يفلح صاحب الكلام أبداً، ولا تكاد ترى أحداً نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل)، وقد بالغ في ذمه حتى هجر الحارث المحاسبـي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتاباً في الرد على المبتدعة وقال له:(ويحك ألست تحكي بدعتهم أوّلاً ثم ترد عليهم ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث)

ومثل ذلك الإمام مالك، فقد نبه إلى خطره العظيم بقوله:(أرأيت إن جاءه من هو أجدل منه أيدع دينه كل يوم لدين جديد؟)

بل إن المتكلمين أنفسهم نبهوا إلى خطورة هذا العلم على العامة، فألف الغزالي كتابه المعروف (إلجام العوام عن علم الكلام)

والسر في ذلك أن أكثره جدل لا يعمق في الإيمان في النفس، ولهذا قال الغزالي عن علم الكلام بعدما طلب البحث فيه عن الحقيقة:(فصادفته علما وافيا بمقصوده غير


[1] إحياء علوم الدين: 1/95.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست