responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 580

قال الخطيب البغدادي:(قال بعض أهل العلم، إن فيما عاناه موسى من الدأب والسفر والصبر عليه من التواضع والخضوع للخضر، بعد معاناة قصده، مع محل موسى من الله وموضعه من كرامته وشرف نبوته -دلالة على ارتفاع قدر العلم، وعلو منزلة أهله، وحسن التواضع لمن يُلتمس منه ويؤخذ عنه ولو ارتفع عن التواضع لمخلوق أحد بارتفاع درجة وسمو منزلة - لسبق إلى ذلك موسى، فلما أظهر الجد والاجتهاد والانزعاج عن العطن، والحرص على الاستفادة مع الاعتراف بالحاجة إلى أن يصل من العلم ما هو غائب عنه دل على أنه ليس في الخلق من يعلو على هذه الحال ولا يكبر عنها)[1]

ولهذا اتفق العلماء على أنه لن يبلغ أحد درجات أهل العلم حتى يقطع العلائق الشاغلة والعوائق المانعة، كما قال الشافعي :(لا يطلب أحد العلم بالملك وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه ببذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح)، ونقل عن الخطيب البغدادي قوله:(لا ينال هذا العلم إلا من عطل دًكانه، وخَرّب بستانه وهجر إخوانه ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته)، وقد قيل:(العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك)، وعن أبي مطيع معاوية بن يحيى قال:(أوحى الله تعالى إلى داود u أن اتخذ نعلين من حديد وعصى من حديد واطلب العلم حتى تنكسر العصا وتنخرق النعلان)[2]

وسنكتفي هنا بالحديث على جانبين أساسيين يتحقق بهما صدق المجاهدة في طلب العلم، هما:

اغتنام الفرص في طلب العلم:

والفرص هنا تشمل أوقات الفراغ والعطل ونحوها، والتي نرى التهاون في


[1] الرحلة، ص107.

[2] الرحلة في طلب الحديث: 86.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 580
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست