responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 582

الموطأ وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان يقال له وهو ابن خمس عشرة سنة:(افـْتِ يا أبا عبد الله فقد آن لك والله أن تـُفـتي)

ولا يزال الواقع الإسلامي يبرز في كل حين النماذج الكثيرة على نضوج الصغار، وكل ذلك بسبب اهتمام الأولياء ورعايتهم.

ولكن هذا لا يعني إحجام الكبير عن طلب العلم، بل العلم عبادة، والعبادة مطلوبة في الصغر والكبر، وقد قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ (الحجر:99)

وقد حكي أن بعض الحكماء رأى شيخا كبيرا يحب النظر في العلم ويستحي فقال له:(يا هذا أتستحي أن تكون في آخر عمرك أفضل مما كنت في أوله)

وذكر أن إبراهيم بن المهدي دخل على المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه فقال: يا عم ما عندك فيما يقول هؤلاء: فقال: يا أمير المؤمنين شغلونا في الصغر واشتغلنا في الكبر. فقال: لم لا نتعلمه اليوم؟ قال: أو يحسن بمثلي طلب العلم؟ قال: نعم. والله لأن تموت طالبا للعلم خير من أن تعيش قانعا بالجهل. قال: وإلى متى يحسن بي طلب العلم؟ قال: ما حسنت بك الحياة ؛ ولأن الصغير أعذر وإن لم يكن في الجهل عذر ؛ لأنه لم تطل به مدة التفريط ولا استمرت عليه أيام الإهمال.

وقد قيل في منثور الحكم: جهل الصغير معذور، وعلمه محقور، فأما الكبير فالجهل به أقبح، ونقصه عليه أفضح ؛ لأن علو السن إذا لم يكسبه فضلا ولم يفده علما وكانت أيامه في الجهل ماضية، ومن الفضل خالية، كان الصغير أفضل منه ؛ لأن الرجاء له أكثر، والأمل فيه أظهر، وحسبك نقصا في رجل يكون الصغير المساوي له في الجهل أفضل منه.

الاستمرار في طلب العلم:

وهو المظهر الثاني من مظاهر صدق المجاهدة في طلب العلم، لأن من أبرز

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 582
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست