ولهذا كان
التوحيد هو أول ما يُدخل به إلى الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا، كما قال a:(من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)[1]
ولهذا كان من
سنة رسول الله a التأذين في أذن المولود، ليكون أول ما
يسمعه توحيد الله تعالى.
وقد كانت أم
سليم الرميصاء أم أنس بن مالك خادم الرسول a
أسلمت وكان أنس صغيراً، لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنساً قل: لا إله إلا الله، قل
أشهد أن لا إله إلا الله، ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي على ابني فتقول: إني لا
أفسده[2].
ولهذا ـ كذلك
ـ ورد الشرع بحماية الطفل من كل ما قد يزرع الشرك في قلبه، ولأجل هذا نهى رسول
الله a عن تعليق التمائم تعويداً للصغير
الاعتماد على الله وحده، فقال a: (من علق تميمة، فلا أتم الله له)[3]
وعلى المربي
أن يرسخ معنى التوحيد العميق الشامل لا التوحيد الذي يصوره البعض، فيقصرونه على
مظاهر معينة يحرفون بها معناه.
فالتوحيد في
حقيقته يعني (تفرده تعالى بالخلق والإيجاد، وتفرده بالتقدير والتدبير، وتفرده
بالتشريع والتكليف، وتفرده بالجزاء والثواب والعقاب)
وينبغي على
المربي أن يبين أهمية هذا التفرد وتأثيره في هذا البناء المبدع للكون،