نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 93
وهي نقلة
بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كله ولحقيقة وجوده الذاتي، ولحقيقة
القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود، وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة
وتدبير. كما أنها بعيدة الأثر في حياته على الأرض ؛ فليس من يعيش في الحيز الصغير
الذي تدركه حواسه كمن يعيش في الكون الكبير الذي تدركه بديهته وبصيرته ؛ ويتلقى
أصداءه وإيحاءاته في أطوائه وأعماقه، ويشعر أن مداه أوسع في الزمان والمكان من كل
ما يدركه وعيه في عمره القصير المحدود)[1]
ويرد على
المفكرين المعاصرين الذين يتصورون الإيمان بعوالم الغيب نوعا من الهروب عن الواقع،
فيقول:(لقد كان الإيمان بالغيب هو مفرق الطريق في ارتقاء الإنسان عن عالم البهيمة.
ولكن جماعة الماديين في هذا الزمان، كجماعة الماديين في كل زمان، يريدون أن يعودوا
بالإنسان القهقري.. إلى عالم البهيمة الذي لا وجود فيه لغير المحسوس! ويسمون هذا
"تقدمية " وهو النكسة التي وقى الله المؤمنين إياها، فجعل صفتهم
المميزة، صفة: الذين يؤمنون بالغيب والحمد لله على نعمائه، والنكسة للمنتكسين
والمرتكسين!)[2]
ولهذا
الإيمان زيادة على هذا الترفع بالإنسان تأثيره الكبير في السلام النفسي الذي هو
منطلق كل خير، وقد ضرب الإمام بديع الزمان لذلك مثلا فسربه قوله تعالى: ﴿
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ (البقرة:3)، فقال:(ان كنت تريد ان تعرف
مدى ما في الايمان من سعادة ونعمة، ومدى ما فيه من لذة وراحة، فاستمع الى هذه
الحكاية القصيرة)[3]
ثم ذكر أنه
خرج رجلان في سياحة ذات يوم، من أجل الاستجمام والتجارة.