نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 155
ينسب لأم المؤمنين. وجوابنا على ذلك أنه
ليس كل ما يقع من الكمل يكون لائقا بهم، إذ لا عصمة إلا لله وحده. والسني لا ينبغي
له أن يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصاف الأئمة الشيعة المعصومين! ولا نشك أن
خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله، ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي aعند الحوأب، ولكن الزبير أقنعها بترك
الرجوع بقوله: (عسى الله أن يصلح بك بين الناس) ولا نشك أنه كان مخطئا في ذلك
أيضا. والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين
اللتين وقع فيهما مئات القتلى. ولا شك أن عائشة المخطئة لأسباب كثيرة، وأدلة
واضحة، ومنها ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها، وذلك مما يدل على
أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور)[1]
ولهذا عندما نرجع إلى أعلام الشيعة
الكبار ومراجعهم، وعلى مدار التاريخ، نجدهم يحترون عرض رسول الله a، بل عرض جميع الأنبياء، بل يرون من عصمة
النبي عصمة عرضه، ولذلك لم يسيئوا لرسول الله a في عرضه، حتى لو اختلفوا مع بعض أمهات
المؤمنين بسبب حربهم للإمام علي.. لأن أمهات المؤمنين وإن عصموا في أعراضهم بسبب
ارتباطهم بالمعصوم إلا أنهم ليسوا معصومين فيما عدا ذلك، وقد نص القرآن الكريم على
ذلك، بل ذكر أن من نساء الأنبياء من وقع في الكفر ذاته.. وفرق كبير بين الكفر
والفاحشة.. فالفاحشة ترتبط بعرض النبي، بخلاف الكفر وغيره، فلا علاقة لذلك بعرض
النبي.. بل إن القرآن الكريم ذكر أن أبناء الأنبياء أنفسهم ليسوا معصومين من
الكفر، وقد قص علينا من قصة ابن نوح عليه السلام ما يثبت ذلك، وقص علينا من أمر
امرأة نوح ولوط ما يدل على ذلك أيضا.