نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187
كانوا يرون في
مذهب الشيعة خطراً على مناصبهم، فكانوا يؤلِّبون العامة من أهل السنّة على الشيعة
يقتلونهم ويضطهدونهم وينكلون بهم، ولذا ونتيجة لتلك الظروف الصعبة لم يكن للشيعة،
بل لكل من يملك شيئاً من العقل وسيلة إلاّ اللجوء إلى التقية أو رفع اليد عن
المبادئ المقدسة التي هي أغلى عنده من نفسه وماله)[1]
ثم ذكر الشواهد التاريخية
الكثيرة الدالة على ذلك، وعلق عليها بقوله: (ونتيجة لذلك شهدت أوساط الشيعة مجازر
بشعة على يد السلطات الغاشمة، فقتل الآلاف منهم، وأمّا من بقي منهم على قيد الحياة
فقد تعرض إلى شتى صنوف التنكيل والارهاب والتخويف، والحق يقال إنّ من الأُمور
العجيبة أن يبقي لهذه الطائفة باقية رغم كل ذلك الظلم الكبير والقتل الذريع) [2]
ثم خاطب
السنيين الذين ينكرون على الشيعة ممارسة التقية، فقال: (فلو كان الأخ السنّي يرى
التقية أمراً محرّماً فليعمل على رفع الضغط عن أخيه الشيعي، وأن لا يضيق عليه في
الحرية التي سمح بها الإسلام لأبنائه، وليعذره في عقيدته وعمله كما هو عذر أُناساً
كثيراً خالفوا الكتاب والسنّة وأراقوا الدماء ونهبوا الدور فكيف بطائفة تدين بدينه
وتتفق معه في كثير من معتقداته، وإذا كان معاوية وأبناء بيته والعباسيون كلّهم
عنده مجتهدين في بطشهم وإراقة دماء مخالفيهم فماذا يمنعه عن إعذار الشيعة
باعتبارهم مجتهدين؟)[3]
ورد على تلك
الافتراءات التي تصور التقية باعتبارها تنظيمات سرية، بقوله: (إنّ أكثر من يَعيبُ
التقية على مستعملها، يتصور أو يصوِّر أن الغاية منها هو تشكيل جماعات سرية هدفها
الهدم والتخريب، كما هو المعروف من الباطنيين والأحزاب الإلحادية السرية، وهو
[1] التقية (مفهومها، غايتها،
دليلها، حدها في ضوء الكتاب والسنة)، جعفر السبحاني، ص17.