لعل الخاصية
الأبرز التي تميز بها المشروع الحضاري الإيراني في طبعاته القديمة، وطبعته الحديثة
هو ذلك التعلق بالقرآن الكريم، والذي يصل إلى حد العشق والهيام.. وذلك وحده كاف
لصد كل التهم التي ينشرها الإعلام المغرض، وينشرها معه دعاة الفتنة والطائفية.
فالإيرانيون جميعا
عامتهم وخاصتهم، يقرؤون القرآن الكريم باللغة العربية، مع مراعاة مخارج الحروف،
وأحكام الترتيل قدر المستطاع، وذلك وحده كاف للرد على اتهامهم بالشعوبية الفارسية،
ذلك أنه في إمكانهم أن يقرؤوا القرآن الكريم مترجما كما تفعل الكثير من الشعوب،
ويكتفوا بذلك، ويجدون الرخص من الفقهاء التي تتيح لهم ذلك..
لكنهم لا
يفعلون.. بل يقرؤون القرآن الكريم في صلاتهم، أو في المصاحف، باللغة العربية، التي
يحاولون تعديل ألسنتهم عليها لتقرأ القرآن غضا طريا، كما يقرؤه إخوانهم من العرب..
بل إن علماءهم، وأثناء تدريسهم لعوام الناس، الذين لا يعرفون العربية، إذا مروا
بالآيات القرآنية أثناء دروسهم، ينطقون بها أولا بالعربية، ثم يترجمونها بعد ذلك للفارسية.
وهكذا فإن
المصاحف المطبوعة في إيران، والموزعة على جميع مدنها وقراها وأريافها، وحدها كافية
للرد على تلك الشبهة التي يحرص المغرضون على نشرها لتشويه إيران وتشويه شعبها المسلم،
وهي ادعاؤهم أن لإيران أو للشيعة مصاحفهم الخاصة، وذلك كذب وبهتان عظيم.
فالمصاحف
المنتشرة في كل مقاطعات إيران هي نفس المصاحف الموجودة في كل بلاد العالم
الإسلامي، وأنا أتحدى أن يجد أحد من الناس هذا المصحف الخاص، الذي يصوره الإعلام،
ويصوره دعاة الفتنة.
ولا يحتاج أحد
من الناس للتنقل للتأكد من ذلك، ففي إمكان أي كان أن يفتح أي قناة