بتعذيب العالم المجاهد
السيّد عباس الموسوي القوتشاني، يذكر السيد علي الخامنئي أن عزاءه الوحيد كان في
قراءته للقرآن، يقول في ذلك: (الشيء الوحيد الذي كان في هذا السجن مصدر عزاء
للسيّد الموسوي، هو أنّه عندما عاد بعد إنهاء التعذيب من زنزانته الانفراديّة، كان
يستمع إلي قراءتي للقرآن. وقد انتقيت بدوري آيات خاصّة من قبل، وقرأتها على مسمعه
لتكون بلسماً لجراحه وراحةً لنفسه، ومقوّية لعزيمته)
وهكذا يذكر كيف
كان الثوار حينها يستعملون القرآن الكريم وسيلة لاستنهاض الهمم، ومواجهة الاستبداد
والظلم الذي يقوم به الشاه، ومخابراته.
ومن الأمثلة على
ذلك أنهم ـ كما يذكر ـ كانوا يدرسون سورة البقرة، وما جرى مع بني إسرائيل، ليوصلوا
من خلالها رسائلهم الثورية، ويصف كيفية ذلك، فيذكر أنهم بعد شرح تفسير الآيات القرآنية
يطلب من القارىء أن يقرأ الآيات المفسّرة بصوته الجميل لتستقر في النفس أكثر،
ويقول: (الآن وقد فهمتم معنى هذه الآيات، فليأتِ قارئنا العزيز ويتلوها بلحن وصوت
حسن لتلتذّوا بها أكثر، لأنّ الناس كانوا قد فهموا معنى القرآن، كانوا يرتبطون به
بنحو أسهل)
هذا نموذج بسيط
عن مدى اهتمام الإيرانيين وخاصة في مشروعهم الحضاري الجديد بالقرآن الكريم قراءة
وانفعالا وتأثرا، وهو ما أفادهم ذلك الانتصار الكبير.
ولذلك أولوا ـ
بعد انتصار الثورة الاسلاميّة ـ عناية خاصة بالقرآن الكريم قراءة ودراسة وتدبرا؛
فأسست أول إذاعة للقرآن الكريم بعد الانتصار مباشرة، ثم شكل مجلس أعلى للقرآن في
مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، وطورت جلسات التلاوة من خلال مشاركة القرّاء من خارج
البلاد وخاصّة القرّاء المصريّين.
وهكذا كانت تعقد
المجالس الكثيرة للقرآن الكريم في جميع أنحاء البلاد، وفي المؤسسات التربوية
المختلفة، ليشب النشأ على حب القرآن، وتنشر من خلال ذلك الثقافة