نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 288
عن الصلاة بأشواق روحية عالية؛
فهو يقول في الدعاء الذي قدم به لكتابه [سر الصلاة، أو صلاة العارفين]: (اللهم اهدنا الصراط المستقيم الإنساني،
وأبرئنا من جهالة العجب وضلالة الكبر، واسمح لنا بالدخول إلى محفل الأنس لأرباب
العروج الروحاني، ومقام القدس لأصحاب القلوب العرفانية، وارفع عن بصائرنا حجب
الأنانية الظلمانية، والانية النورانية حتى نصل إلى المعراج الحقيقي الصلاتي
للمصلين المتضرعين، ونكبر التكبيرات الأربع إلى الجهات الأربع للملك والملكوت،
وافتح لنا أبواب الأسرار الغيبية، واكشف عن ضمائرنا أستار الأحدية لننال مناجاة
أهل الولاية ونفوز بحلاوة ذكر أرباب الهداية، واصرف التعلقات القلبية لنا عن الغير،
واجعلها مصروفة إليك، وأغمض عيوننا عن الأغيار الذين هم شياطين طريق السلوك،
ونورها بجمالك الجميل، إنك ولي الهداية والتوفيق)[1]
وهو يركز في كتابه على المعاني
الروحية في الصلاة، وكونها المعراج الذي يعرج به المؤمن إلى الله، سواء في مرحلة
السلوك أو الوصول، فيقول: (قد تبين واتضح عند أرباب المعارف الإلهية أن الإنسان
السالك ما دام في السير إلى الله والسلوك إلى جانب الله، فصلاته وكذلك سائر مناسكه
تفترق عن تلك التي للولي الكامل الذي أنهى سيره ووصل إلى الغاية القصوى للعروج
الكمالي والمعراج الروحي المعنوي، ووضع قدمه في محفل أنس (قاب قوسين) لأن السالك
ما دام في السلوك والسير إلى الله فصلاته براق العروج ورفرف الوصول، وبعد الوصول
تكون صلاته خارطة التجليات، وصورة مشاهدات جمال المحبوب من دون إعمال روية في
تركيبها، بل تكون من قبيل سراية حكم الغيب إلى الشهادة، وظهور آثار الباطن في
الظاهر)[2]
وهو يرى أن هذا النوع من الصلاة
لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا بحضور القلب،