وقد أثنى عليها من أهل السنة سبط
ابن الجوزي في كتابه [خصائص الأئمة]، فقال: (إن لعلي بن الحسين زين العابدين حق
التعليم على المسلمين في الإملاء والإنشاء وكيفية التكلم والخطاب وطلب الحاجة من
الباري تعالى؛ فلولاه لم يكن ليعرف المسلمون آداب التحدث وطلب الحوائج من الله
تعالى؛ إن هذا الإمام علّم البشر كيف يستغفرون الله وكيف يستسقون ويطلبون الغيث
منه تعالى وكيف يستعيذون به عند الخوف من الأعداء لدفع شرورهم)[2]
ومن نماذج الأدعية البليغة
الواردة في الصحيفة السجادية، والتي لا نجد لها نظيرا في كل التراث السني للأسف،
ما يسمى بالمناجيات[3] الخمسة عشر، وهي مناجيات تشمل معاني
مختلفة مصنفة إلى خمسة عشر صنفا[4]..
فمنها مناجاة التائبين.. وهي
مناجاة تبدأ بهذا المقطع الجميل الذي يملأ النفس بجميع معاني العبودية والخضوع
لله، وكأنها تعلم التائب كيف يقف بين يدي ربه متضرعا معترفا منبيا: (إلهي ألبستني
الخطايا ثوب مذلتي وجللني التباعد منك لباس مسكنتي وأمات قلبي عظيم جنايتي فأحيه
بتوبة منك يا أملي وبغيتي وياسؤلي ومنيتي، فوعزتك ماأجد لذنوبي سواك غافرا ولا أرى
لكسري غيرك جابرا وقد خضعت بالإنابة إليك وعنوت بالاستكانة لديك، فإن طردتني من
بابك فبمن ألوذ وإن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ، فوا أسفاه من خجلتي وافتضاحي
ووالهفاه من سوء عملي واجتراحي)[5]