وهو أبو القاسم
الجنيد بن محمد[2] (توفي 297 هـ)، وقد وصفه المناوي بقوله:
(هو المزيّن بفنون العلم، المتوشّح بجلابيب التّقوى والحلم، المنوّر بخالص
الإيقان، المؤيّد بثابت الإيمان، العالم بمودوع الكتاب، العامل بمحكم الخطاب،
الموفّق فيه للبيان والصّواب، كان كلامه بالنصوص مربوطا، وبيانه بالأدلّة منوطا
مبسوطا، وهو نهاونديّ الأصل، بغداديّ المنشأ، القواريريّ الزجّاج نسبة لحرفة أبيه،
سيّد الطّائفة، ومقدّم الجماعة، وإمام أهل الخرقة، وشيخ طريق التصوّف، بهلوان
العارفين، مرجع أهل السّلوك في زمنه فمن بعده، رزق من القبول وصواب القول ما لم
يقع لغيره)[3]
ومنهم طاووس بن
كيسان [4] (توفي 106 هـ)، وقد وصفه المناوي بقوله: (كان من فضلاء الصّالحين، و
علماء العابدين، وعظ و تكلّم على المنابر، و حضر مجلسه الأعيان و الأكابر، أصله من
الفرس، و أمّه حميريّة.. وأدرك خمسين صحابيّا، صلّى الصّبح بوضوء العشاء أربعين
سنة، و حجّ أربعين حجّة)[5]
قال الغزالي: (و
كان عظيم الورع، جدّا، ففعل ابن له كتابا على لسانه إلى عمر بن عبد العزيز، فأعطاه
ثلاث مئة دينار، فباع طاووس ضيعة له، فبعث بها إلى عمر، هذا مع أنّ السّلطان مثل
عمر، فهذه هي الدّرجة العليا في الورع)[6]
بالإضافة إلى هذين العلمين
الكبيرين نجد الكثير من أعلام السلوك والعرفان في كتب