نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 361
فلاسفة وأدباء ومفكرون
وعلماء إيرانيون، ولا تزال إلى الآن إسهاماتهم الكثيرة في هذا الجانب.
وسنحاول هنا أن نذكر نماذج عن
ذلك من خلال المنهجين الكبيرين المتبعين في دراسة الأخلاق: المنهج الفلسفي،
والمنهج الديني.
1 ـ التراث الفلسفي والأخلاق:
يُقسّم علم الأخلاق إلى
قسمين: نظري، ويبحث عن
(أسس الخير المطلق، وفكرة الفضيلة من حيث هي بغضّ النظر عن المصاديق والأفراد)[1]، ويطلق عليه [فلسفة الأخلاق]،
وعملي، ويبحث عن (مصاديق الخير التي تقع تحت الحواس، والفضائل الخارجية كالوفاء
بالأمانة والإحسان إلى المعوزين)، وكل ذلك أيضا بطريقة فلسفية، وقد يدمج ببعض
النصوص الدينية المؤيد لما يقتضيه العقل.
وعند مراجعة التراث الإسلامي،
وما ألف فيه في كلا الجانبين نجد للمساهمات الإيرانية الريادة في ذلك كله، فأول من
ألف في علم الأخلاق النظري، باتفاق جميع علماء الأخلاق أبو علي أحمد بن يعقوب، المعروف
بابن مسكويه الرازي [325 - 421هـ]، والذي يعدّ أكبر فيلسوف أخلاقي مسلم، وقد ترك
الكثير من الكتب الرائدة في مجالها، ومنها: (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق)،
و(ترتيب السعادات)، و(الفوز الأصغر)، (رسالة في العدل)، (الهوامل والشوامل)، وغيرها،
والتي كان لها أثرها بعد ذلك في كل ما كتب حول الأخلاق.
وكان يطلق عليه ـ بسبب إسهاماته
الفلسفية في هذا المجال ـ لقب ـ [المعلم الثالث]، بل إن محمد إقبال يعتبر فلسفة ما
بعد الطبيعة عنده أكثر انتظاما من فلسفة الفارابي، ذلك أنه
[1] انظر:
فلسفة الأخلاق في الإسلام،الشيخ محمد جواد مغنية، ص53ـ56..
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 361