(أي: تفسير
الآيات بناء على ما ورد في الروايات)، وهو تفسير مختصر وشامل، وكان موضع اهتمام
المفسرين الذين جاؤوا بعده، فقد كان السيد محمد الحسين الطباطبائي يستشهد كثيرا
بأقوال مؤلفه في تفسيره الميزان، وكان محمد هادي معرفة يقول عنه: (وهذا التفسير – على جملته – من نفائس التفاسير الجامعة لجُلّ المرويات عن أئمة أهل البيت إن تفسيراً أو تأويلاً. وإن كان فيه بعض الخلط بين الغثّ
والسمين)[1]،
ويقول عنه محمد علي أيازي: هذا التفسير - بالنسبة إلى التفاسير الأخرى - تفسير
مختصر للقرآن الكريم، وكان في السابق موضع اهتمام أهل العلم والبحث في الحوزات
العلمية حتى تم تدريسه للطلبة في الحوزة.
هذه نماذج عن
بعض التفاسير القرآنية القديمة التي ألفت في إيران، ومن علماء إيرانيين، كان لهم
السبق في المجالات التي كتبوا فيها..
أما إيران
المعاصرة، فقد أولت التفسير القرآني أهمية لا يضاهيها فيها كل ما ألف في العصور
السابقة، حيث نجد الكثير من المفسرين الذين ألفوا التفاسير البديعة المتقنة، والتي
حاولت أن تتجاوز المذاهب والطوائف الإسلامية.
ولعل من أهم تلك
التفاسير ما ألفه العلامتان الكبيران الشيخ جعفر السبحاني، والشيخ ناصر مكارم
الشيرازي:
أما أولهما، فهو
العلامة الكبير الشيخ جعفر بن محمد حسين السبحاني الخياباني التبريزي، العالم
الإيراني الكبير صاحب التآليف الكثيرة في علم الكلام والتفسير والفلسفة [2]،
والذي لم تمنعه فارسيته من التبحر في اللغة العربية وتذوقها، وقد قال عنه الشيخ
محمد تقي التستري في تقريضه لبعض كتبه: (والعجب أنكم رغم نشأتكم في إيران أخذتم
بناصية